هل تحاول بعض الفصائل الفلسطينيّة تأجيج المواجهات مع إسرائيل ؟
قلم الأستاذ مراد سامي
أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيليّة إلغاء “مسيرة الأعلام” المقرّر إجراؤها يوم الخميس المقبل بعد ورود تهديدات لقيادات حماس بإمكانية استئناف الاشتباك مع قوات الاحتلال و التصعيد في الضفة الغربيّة المحتلة.
وأكّد المفتّش العام للشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، لوسائل الإعلام يوم أمس إلغاء مسيرة الأعلام لـ”دواعي أمنيّة”. وقد جاء القرار عملا بتوصيات أمنيّة سياسيّة لتجنّب تصعيد العنف بالقدس و”منح المخرّبين فرصة لتفجير الأوضاع الميدانيّة بغزة والضفة الغربيّة” على حد قوله.
وقد علّق، عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” قائلًا: “عندما تلغِي الشّرطة الإسرائيليّة اليوم الاثنين مسيرة الأعلام السنويّة الاستفزازيّة، وتُبلِّغ مُنظّميها بأنّها لن تسمح بانطِلاقها يوم الخميس المُقبل …. فهذا يعني رُضوخ الحُكومة، ونِتنياهو شخصيًّا لتَهديدات يحيى السنوار، قائد حركة “حماس” في قِطاع غزّة، ورفاقه في غُرفة القِيادة المُشتركة لفصائل المُقاومة.”
في المقابل، أفادت مصادر إعلاميّة فلسطينيّة أنّ عددا من قيادات فتح منزعجون من محاولات حماس المكرّرة اقحام نفسها في الشأن الداخلي لرام الله و العمل على إثارة الفوضى والانقسام في الضفة الغربيّة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ حماس تسعى لاستغلال الغضب الشعبيّ المتزامن مع إحياء ذكرى النّكسة من أجل تعزيز حضورها
في الضفة الغربيّة وإضعاف فتح وسلطتها هناك، وهو ما يثير قلق معظم القيادات السياسيّة برام الله.
هذا وتتجدد حركة فتح مساندتها لكل اشكال النضال الشعبي ضد الاحتلال وسياساتها الا أنها في الان ذاته تؤكد ضرورة احترام السلطة الفلسطينية وخياراتها بما فيها خيار المقاومة الشعبية والتركيز على اصلاح الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ويشير محللون إلى أنّ الحرب الأخيرة بين الفصائل المقاومة وقوات الاحتلال قد كبدت حماس خسائر كبرى في القطاع، لذلك من المرجح أن تحاول قيادات حمساويّة نقل المواجهات إلى الضفة الغربيّة.