استقالة نائبة رئيس أوكسفام بعد تفاقم “فضيحة الدَّعارة”
13-2-2018 استقالت بيني لورانس نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام الخيرية وسط تفاقم أزمة الفضيحة الجنسية التي تورط فيها بعض العاملين في المنظمة.
وقد اُتهمت المنظمة الخيرية البريطانية بإخفاء نتائج تحقيق في مزاعم قيام بعض العاملين فيها باستجلاب عاهرات خلال ممارسة عملهم في تسليم مواد الإغاثة الإنسانية في هايتي في عام 2011.
وقالت لورانس إنها "تشعر بالخجل" إزاء ما حدث وتتحمل كامل المسؤولية عما حدث خلال فترة توليها منصبها.
وفي غضون ذلك، اتهمت مسؤولة سابقة في المنظمة رؤساءها بتجاهل الأدلة التي تقدمت بها وطلبها المزيد من الموارد للتحقق من هذا الأمر، ما دفعها لتقديم استقالتها بعد أن يأست من تنفيذ مطالبها.
وكشفت هيلين إيفانز التي كانت ترأس الوحدة المسؤولة عن إجراءات حماية القُصّر في المنظمة، في حديث للقناة التلفزيونية البريطانية الرابعة، عما وصفته بتستر المنظمة على بعض الحوادث أمثال اتهام أحد العاملين بالاغتصاب، أو تعرض شابات متطوعات لإساءات جنسية على أيدي مدراء بعض المتاجر في بريطانيا.
وشددت إيفانز على القول إن نسبة عشرة في المئة من العاملين في بعض البلدان قد تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل زملائهم أو شهدوا بعض الإساءات في هذا الصدد.
وأوضحت أن المنظمة أجرت استطلاعا سريا شمل نحو 120 من العاملين فيها في ثلاثة بلدان في هذا الصدد وكانت النتائج مقلقة جدا.
وأشارت الى 11 الى 14 في المئة ممن استطلعت أراؤهم قالوا إنه شهدوا أو تعرضوا الى إساءة جنسية، مضيفة أن نسبة 7 في المئة من العاملين في بلد واحد هو جنوب السودان شهدوا أو خبروا عملية اغتصاب أو محاولة اغتصاب.
وأجرت مفوضية المنظمات الخيرية تحقيقا قانونيا مع منظمة أوكسفام التي تنفي وجود أي تستر من جانبها، بيد أن تفاصيل وخلاصات هذا التحقيق لم تعلن بعد.
ويقول مراقبون إن لدى المفوضية مخاوف من أن المنظمة الخيرية لم تكشف "بشكل كلي وصريح" عن كل شيء تعرفه بشأن هذه المزاعم على الرغم من تأكيدات سابقة منها.
وقالت مديرة التحقيقات في المفوضية، ميشيل راسل، كان يجب التعامل مع الوضع بطريقة"مختلفة جدا"، إذا كانت التفاصيل معروفة من قبل.
"بغايا"
وقد انضمت لورانس إلى أوكسفام في بريطانيا في عام 2006 مديرة للبرنامج الدولي، لتكون مسؤولة عن فرق عمل المنظمة في 60 بلدا، بحسب موقع المنظمة.
وقالت لورانس في بيان "أثيرت مخاوف بشأن سلوك بعض العاملين في تشاد وهايتي، وقد فشلنا في اتخاذ رد مناسب عليها".
وأضافت "بات واضحا الآن أن تلك المزاعم – تشمل استخدام البغاء وتتعلق بسلوك كل من مدير فرع المنظمة في تشاد وأعضاء في فريقه – قد أثيرت قبيل نقله إلى هايتي".
وقد تفجرت هذه المزاعم في تقرير نشرته صحيفة التايمز الجمعة، أشار إلى أن مدير أوكسفام في هايتي، رونالد فان هورميرن، جلب بغايا إلى فيلا أجرتها المنظمة له في هايتي بعد الزلزال الذي وقع هناك في عام 2010.
وبحسب الصحيفة كانت المنظمة على إطلاع على مخاوف بشأن سلوك فان هورميرن ورجل آخر عندما كانا يعملان في تشاد، قبل أن يُرقيا إلى منصبين أعلى في هايتي.
وتقول أوكسفام إنه ليس ثمة دليل على المزاعم التي تقول أن ثمة فتيات قُصَّراستخدمن خلال ذلك.
مخاوف حجب التمويل الحكومي
ويأتي ذلك بعد لقاء مسؤولين في أوكسفام في وقت مبكر الإثنين مع وزيرة التنمية الدولية، بيني موردونت، في محاولة للحيلولة دون حجب التمويل الحكومي عن المنظمة.
وقالت المفوضية الأوروبية إنها تتوقع وضوحا تاما وأعلى قدر من الشفافية من منظمة أوكسفام، مشددة على أنها مستعدة "لوقف التمويل عن أي شريك لا يتمتع بأعلى المعايير الأخلاقية".
وقد تلقى برنامج المنظمة الخيرية في هايتي مبلغ 1.7 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي في عام 2011.
وقالت موردونت إن أوكسفام قد اعتذرت عن هذا السلوك "المروع" مشيرة إلى أن الحكومة لم تبلغ في وقت ظهور المزاعم أنها تشمل إساءة سلوك جنسي أو بوجود أشخاص مستفيدين فيها.
وقد طُلب من أوكسفام أن تقدم للوزارة قبل نهاية الأسبوع كشفا يوضح كيف ستتعامل مع أي مزاعم مماثلة بشأن حماية القُصَّر، وإلا ستخسر التمويل الحكومي المقدم إليها.
تحقيق سابق
وسبق أن أجرت أوكسفام تحقيقا في عام 2011 أسفر عن طرد أربعة أشخاص واستقالة ثلاثة آخرين، بينهم فان هورميرن.
وقد أصدرت تقريرا أشارت فيه إلى وقوع "إساءة سلوك خطيرة" في هايتي ولكنها لم تكشف عن أي تفاصيل في هذا الصدد.
وتواجه المنظمة الخيرية انتقادات متزايدة بشأن تعاملها مع مزاعم إساءة السلوك التي طالت كوادرها في هايتي أثناء عملهم في أعقاب الزلزال الضخم الذي دمر البلاد في عام 2010.
وقد وصف سفير هايتي في لندن، بوتشي أدموند، المزاعم الأخيرة بأنها "صادمة" و "مخجلة" و "غير مقبولة".
وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية لبي بي سي الأحد إن المنظمة الخيرية قامت "بفعل خاطئ كليا" بعدم رفع تفاصيل المزاعم، و لا يمكن لمنظمة أن تكون في شراكة مع الحكومة إذا لم "تمتلك قيادة أخلاقية توجهها لفعل الشيء الصحيح".
وأعلنت أوكسفام قبل الاجتماع مع الوزيرة سلسلة إجراءات للتعامل مع حالات الإساءات الجنسية، قائلة إنها ستلجأ إلى إجراءات تدقيق مشددة فضلا عن تدريب إجباري للعاملين الجدد بشأن حماية القصر.
وقالت رئيسة مجلس أمناء أوكسفام، كارولين تومسون، إن مجلس المنظمة الخيرية قد عين مستشارا قانونيا مطلع هذا العام لمراجعة ممارسات العمل وثقافته فيها، وسيمدد عمله الآن.
المصدر بي بي سي