سوريا

مجلس الامن يطلب وقفا فوريا لوقف اطلاق النار في سوريا

24-2-2018 اعتمد مجلس الامن الدولي بالاجماع السبت مشروع قرار يطلب وقف اطلاق نار في سوريا "في اسرع وقت" لمدة شهر لافساح المجال امام وصول المساعدات الانسانية فيما قتل المئات خلال سبعة ايام من القصف على الغوطة الشرقية، معقل فصائل المعارضة قرب دمشق.

ويطالب النص الذي عُدل عدة مرات "كل الاطراف بوقف الاعمال الحربية في اسرع وقت لمدة 30 يوما متتالية على الاقل في سوريا من اجل هدنة انسانية دائمة".

 

والهدف هو "افساح المجال امام ايصال المساعدات الانسانية بشكل منتظم واجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة".

وقال السفير السويدي اولوف سكوغ الذي طرح مشروع القرار مع نظيره الكويتي "انه ليس اتفاق سلام حول سوريا، النص هو محض انساني".

وخلال المفاوضات رفض الغربيون طلبا روسيا بان تحصل كل قافلة انسانية على موافقة من دمشق.

وهناك استثناءات من وقف اطلاق النار للمعارك ضد تنظيمي داعش والقاعدة. وبطلب من موسكو تشمل ايضا "افرادا آخرين ومجموعات وكيانات ومتعاونين مع القاعدة وتنظيم داعش وكذلك مجموعات ارهابية اخرى محددة من مجلس الامن الدولي".

وهذه الاستثناءات يمكن ان تفسح المجال امام تفسيرات متناقضة حيث ان دمشق تعتبر الفصائل المسلحة المدعومة من الغرب "ارهابية" كما لفت مراقبون. وبالتالي فان ذلك يهدد الاحترام الكامل لوقف اطلاق النار.

واثر طلب روسيا ضمانات، قرر مجلس الامن ان يجتمع مجددا لبحث الموضوع خلال 15 يوما لمعرفة ما اذا كان وقف اطلاق النار يطبق.

من جانب آخر، يدعو القرار الى "رفع فوري للحصار عن مناطق مأهولة بينها الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا".

وتطلب اعداد النص جهودا صعبة حيث سعت الكويت والسويد الى تجنب استخدام روسيا حق النقض مجددا.

– تفاقم المعاناة-

  رجل في دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق في 23 شباط/فبراير 2018

في هذا الوقت تفاقم حصار الغوطة الشرقية حيث قتل المئات خلال سبعة ايام من القصف المكثف.

في دوما، قال مراسل فرانس برس ان جثثا كثيرة نقلت الى مشرحة تابعة لأحد المشافي الميدانية، وشاهد جثث ثلاثة أطفال على الأقل ملفوفة بقماش بني اللون وموضوعة داخل احدى غرف المشفى.

 

– "لم نذق الطعام" –

 

  الغوطة الشرقية بضاحية دمشق في 24 شباط/فبراير 2018

بعد نحو أسبوع من التصعيد، يعيش المدنيون ظروفاً مأساوية ويواجهون صعوبة في تأمين الخبز والمواد الغذائية مع اقفال المحال أبوابها وعدم تمكنهم من الخروج من اماكنهم جراء كثافة القصف.

وتمكنت منظمات محلية السبت من توزيع وجبات تضم كمية صغيرة من الأرزّ المسلوق مع حبوب قليلة من البازلاء، بحسب مراسل فرانس برس.

من جهته انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المجتمع الدولي على اكتفائه بـ"الادانات المعتادة" للنظام السوري. وقال في اثناء خطاب القاه السبت في عثمانية (جنوب تركيا) "هل رأيتم او سمعتم قبلا اي بلد يبدي ردا جديا على الوحشية المستمرة منذ أيام في الغوطة الشرقية؟"

 

– سيناريو متكرر –

يُذّكر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب في العام 2016، التي انتهت بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين من الأحياء الشرقية التي حوصرت لأشهر عدة، وذلك بعد هجوم بري وتصعيد عنيف للقصف.

وخلال اجتماع مجلس الأمن الخميس، وفي مداخلة استمرت عشرين دقيقة، قال المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري "نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلباً اخرى".

ويتفق محللون على أن النظام السوري يتجه نحو الحسم في المنطقة التي تعد بمثابة خاصرته الرخوة، مع بقاء الفصائل المسلحة فيها وقدرتها رغم الحصار على استهداف العاصمة بالقذائف.

وتجدد السبت سقوط قذائف تطلقها عشوائيا الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية على احياء في دمشق، ما ادى الى اصابة ستة مواطنين بجروح وفق ما نقل الاعلام الرسمي السوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى