سوريا

بدء الهدنة الانسانية في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق

27-2-2018  دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا لخمس ساعات حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بعد نحو عشرة أيام من القصف المتبادل بين النظام وفصائل المسلحين والذي أودى بحياة أكثر من 560 مدنياً.

وتأتي الهدنة الروسية بعد أربعة أيام على تبني مجلس الأمن الدولي قراراً ينص على وقف شامل لاطلاق النار في سوريا "من دون تأخير"، لكنه لم يمنع استمرار القتال وإن بوتيرة أقل.

وأفاد مراسلان لفرانس برس في الغوطة الشرقية عن هدوء صباح الثلاثاء وخروج بعض السكان من ملاجئهم لتفقد ممتلكاتهم وشراء الحاجيات.

وأورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن "الهدوء يسود مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية مع دخول الهدنة حيز التنفيذ".

ويُفترض ان تطبق الهدنة يومياً لمدة خمس ساعات على أن يُفتح خلالها "ممر" عند معبر الوافدين شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين، وفق الإعلان الروسي.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري بثاً مباشراً من معبر الوافدين حيث توقفت حافلات في المكان الذي خيم عليه الهدوء.

وأفاد مكتب الأمم ا لمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 700 شخص بحاجة إلى إخلاء طبي من الغوطة الشرقية، التي تعرضت "76 في المئة" من منازلها لأضرار جراء القصف.

– "سيناريو حلب" –

اطفال سوريون يقفون قرب منزل فيما يتصاعد الدخان بسبب القصف في حمورية في الغوطة الشرقية في 22 شباط/فبراير.

وأورد مركز المصالحة التابع للجيش الروسي في قاعدة حميميم الجوية أن قرار الهدنة اتخذ "بالتنسيق مع السلطات السورية"، مشيراً إلى أنها تتعلق مناطق معينة في الغوطة الشرقية.

ويأتي إعلان موسكو مع تأكيد أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الاسلام وفيلق الرحمن، رفضها أي "ترحيل" للمسلحين كما حصل في حلب.

وسبق لروسيا أن أعلنت خلال معارك مدينة حلب (شمال) في العام 2016 هدناً انسانية مماثلة بهدف اتاحة المجال أمام سكان الأحياء الشرقية للخروج وسط تشكيك من الغرب.

وانتهت معركة حلب باجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين في كانون الأول/ديسمبر العام 2016.

 

– "أفضل من لا شيء" –

طبيب يساعد مريضا سوريا اصيب من جراء القصف على الغوطة الشرقية في 25 شباط/فبراير.

طالبت واشنطن الاثنين موسكو بأن تستخدم "نفوذها" على النظام السوري لوقف القصف على الغوطة الشرقية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت أن "روسيا لديها النفوذ لوقف هذه العمليات العسكرية إن هي اختارت احترام التزاماتها المنصوص عليها في قرار وقف اطلاق النار الصادر عن مجلس الامن الدولي".

وتعليقاً على الهدنة الروسية، اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوجاريك أن "خمس ساعات أفضل من لا شيء. لكن نريد أن نرى تمديداً لأي وقف للأعمال القتالية لثلاثين يومياً كما صدر عن مجلس الأمن".

ويطلب قرار مجلس الأمن الدولي من "كل الاطراف بوقف الاعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوماً متتالية على الأقل في سوريا من اجل هدنة انسانية دائمة" لافساح المجال أمام "ايصال المساعدات الانسانية بشكل منتظم واجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة".

ويستثني قرار مجلس الأمن العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة في اشارة الى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والاشخاص المرتبطين بها.

وتفتح هذه الاستثناءات الطريق امام تفسيرات متناقضة ما من شانه أن يهدد الاحترام الكامل لوقف اطلاق النار.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى