الانتخابات الإيطالية والنتيجة الضبابية
تشهد إيطاليا اليوم معركة انتخابية طاحنه بين ثلاثة تكتلات: الأول هم بيرلسكوني وسالفيني وميلوني "يمين " والثاني رينسي وبونينو ولورينسن "يسار" والثالث حركة الخمس نجوم "الشعبوية"، وعدد من اللاعبين الجدد على الساحة منبثقين من الاحزاب اليمينية واليسارية..
وشهد شهر فبراير حملات انتخابية للمرشحين كانت متمركزه بشكل كبير في قنوات تلفزيون الدولة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ..وتم عرض برامج المرشحين على شكل نقاط حددها الإعلام لعرضها يومياً على الناس باستضافة المرشحين للحديث عنها، حيث بدأ اول اسبوع في فبراير للكلام عن ملف البطالة والمعاشات، والثاني للكلام عن الوضع الامني الداخلي والضرائب، والثالث عن التعليم والصحة، والاسبوع الرابع عن البيئة والسياسة الخارجية وملف المهاجرين.
الاحزاب اليمينية كالعادة لعبت على خطوط الاستقلال عن الاتحاد الاوروبي وايطاليا اولاً ووقف غزو المهاجرين وتطوير منطقة الجنوب ومضاعفة المعاشات ، واليسار لعب على تعزيز وجوده في الاتحاد الاوروبي ودعم الاسرة و حدّ ادنى لساعة العمل يتراوح بين 9-10 يورو والاستمرار في تنظيم ملف الهجرة غير الشرعية وتخفيض الضرائب.
أما حركة الخمس نجوم فتضاربت تصريحاتها بشأن التعامل مع الاتحاد الأوروبي وجاء في برنامجها دعم التعليم وتطوير البحث العلمي وتعيين 10 آلاف شرطي لتعزيز الامن الداخلي وخطة للاستغناء عن البترول بحلول 2050 ونظام هجرة جديد يشبه اللوتري الامريكي وفرض قيود على وجود الاجانب بالداخل، والتأكيد على رفضهم للتحالف مع الأحزاب المنافسة.
وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي نقاشات ومعارك كبيرة حول برامج المرشحين لم تخلو من حرب الاشاعات والبيانات المضللة مما دفع الأحزاب بمطالبة الاجهزة الأمنية بالتحقيق خوفاً من وجود حملات منظمة تؤثر على العملية الانتخابيّة مثلما حدث في الانتخابات الأمريكية واتهام روسيا بالتدخل لصالح ترامب.
تجرى الانتخابات اليوم على نظام انتخابي جديد عرف باسم "روزاتيلوم" ويقتضي هذا القانون بمنح 386 مقعدًا في مجلس النواب اي "60% تقريباً" و 193 مقعدًا في مجلس الشيوخ بنظام التمثيل النسبي، بينما يتم انتخاب 37% من المقاعد، أي 232 مقعدًا في مجلس النواب، و116 مقعدًا في مجلس الشيوخ وفق النظام الفردي لكل دائرة انتخابية، والذي يفوز فيه من يحصل على أعلى الأصوات. أما الإيطاليون بالخارج فسوف ينتخبون 2% من المقاعد، أي 12 مقعدًا في مجلس النواب، وستة مقاعد في مجلس الشيوخ.
ولابد أن تفوز الأحزاب بنسبة 3% من الأصوات الانتخابية، حتى يتسنى لهم الحصول على حصة في مقاعد التمثيل النسبي، وهو تدبير احترازي صُمم للحد من تفتيت الأصوات. ففي حالة تحالف بعض الأحزاب مع أحزاب أكبر داخل ائتلاف انتخابي، تذهب أصوات الأحزاب التي حصلت على نسبة تصويت تتراوح ما بين 1% و3% إلى الحزب الأقوى داخل الائتلاف.
حتى ليلة امس تبدو النتيجة غير محسومة لاي من المرشحين وقد تؤدي العملية الانتخابية إلى برلمان بدون غالبية مطلقة لأي من الأحزاب في واحدة من أكثر الانتخابات سخونة في إيطاليا منذ عقود، وهو ما سيكون له تأثيره بالقطع على ثالث أكبر اقتصادات أوروبا
من صفحة الصحفي ابراهيم حجي