سوريا

الجيش السوري يسيطر على ربع الغوطة الشرقية

سيطر الجيش السوري على أكثر من 25 في المئة من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بعد تقدمه على جبهات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة.

ودفع التقدم والقصف الجوي العنيف مئات المدنيين إلى النزوح باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما افاد مراسل لفرانس برس والمرصد السوري (مقره وتمويله بريطاني) لحقوق الإنسان.

ومنذ 18 شباط/فبراير الماضي، بدأت قوات النظام السوري حملة قصف عنيف للغوطة الشرقية، معقل الفصائل المسلحة ضد دمشق.

وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق التي تسعى الفصائل منها إلى السيطرة على العاصمة. وطالما شكلت هدفاً للجيش السوري الذي يفرض عليها حصاراً منذ العام 2013.

وتزامنا مع الحملة الجوية، بدأ الجيش السوري الذي تلقى تعزيزات عسكرية هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجاً، وتركز من الجهتين الشرقية والجنوبية الشرقية.

وحققت قوات النظام السوري تقدماً سريعاً الأحد، اذ باتت تسيطر "على أكثر من 25 في المئة" من الغوطة الشرقية المحاصرة بحسب المرصد.

وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في الغوطة حوالى مئة كيلومتر مربع وتشكل نحو ثلث المساحة الكلية للغوطة.

وفي أول تعليق رسمي للجيش السوري، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن "وحدات الجيش تقدمت على أكثر من اتجاه وطهرت العديد من المزارع والبلدات باتجاه حرستا (غرب) ودوما".

واوضح المصدر انه خلال اليومين الماضيين، قام الجيش السوري "بتوجيه ضربات بالنار والقوات على مقرات ومناطق وجود الارهابيين فى الغوطة الشرقية"، مشيراً إلى استعادة السيطرة على بلدات وقرى بينها أوتايا والنشابية وحزرما في شرق وجنوب شرق الغوطة.

ووثق المرصد منذ 25 شباط/فبراير مقتل 76 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و43 مقاتلاً من جيش الاسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية.

ويأتي تقدم الجيش السوري تزامنا مع هدنة أعلنتها روسيا، تسري منذ الثلاثاء يومياً بين التاسعة صباحاً (07,00 ت غ) والثانية بعد الظهر (12,00 ت غ) ويُفتح خلالها "ممر انساني" عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.

وتراجعت وتيرة القصف منذ بدء الهدنة، لكنه لم يتوقف وخصوصا خارج أوقات سريانها. كما لم يُسجل خروج أي مدني عبر المعبر، وفق المرصد فيما تقول روسيا إن الفصائل تمنع المدنيين من الخروج وتفرض عليهم حظر تجول أثناء الهدنة.

وأوضح عبد الرحمن أن "القصف الجوي يتركز على مناطق تسعى قوات النظام للتقدم فيها مثل بلدتي بيت سوى ومسرابا"، مشيراً إلى أنها "الاستراتيجية ذاتها التي جرى اتبعاها في البلدات الاخرى مثل الشيفونية التي طاول الدمار نحو 80 في المئة منها".

 

 

 

صورة وزعتها وكالة الانباء السورية تظهر الدمار في بلدة النشابية التي استعادها الجيش السوري في 4 اذار/مارس 2018

 

 

 

 

وتسبب حصار الغوطة الشرقية بنقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وكان السكان يعتمدون على مساعدات دولية تصلهم بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر التهريب.

 

 

وطلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحد خلال اتصال هاتفي بنظيره الايراني حسن روحاني "ممارسة الضغوط الضرورية" على النظام السوري لوقف الهجمات على السكان في الغوطة الشرقية المحاصرة، بحسب ما اعلن الاليزيه.

ومنذ بدء التدخل الروسي في سوريا في العام 2015، تغيرت المعادلة على الأرض لصالح الجيش السوري الذي حقق انتصارات على جبهات عدة في البلاد في مواجهة تنظيم داعش والفصائل المعارضة على السواء.

ويعيد ما يحصل في الغوطة الشرقية الى الاذهان معركة مدينة حلب، التي انتهت بإجلاء آلاف المسلحين المقاتلين من احياء المدينة الشرقية التي حوصرت لأشهر عدة، بعد هجوم بري وقصف عنيف.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى