كتاب وآراء

الاعلام العراقي في تحول

عبد الجليل الزبيدي*

نعم الاعلام العراقي المرئي والسمعي والمكتوب (صحافة وسوشيالميديا)  بدأ يؤثر  في:

 اولا: في القرار الرسمي.

 ثانيا : في تشكيل الراي العام .

ثالثا : في ادارة قضية الرأي ( الحدث المتفاعل ).
وهنا بدأ يتبؤا منصب البعد الرابع او السلطة الرابعة  ..
اما الأسباب فهي:

  اولا : حالة تحرر لدى جمهرة من الصحافيين والتمرد على القوالب الحزبية وارادة ( الممول).
 ثانيا : بعض وسائل الاعلام اخذت تتبنى مبدا الرأي والرأي الاخر. وبالنسبة للقنوات التلفازية بدات تفتح نوافذ حرة ومرنة على شكل ندوات حوارية ..
  والمهم الايجابي هو نشوء ظاهرة هرولة السياسي خلف الاعلامي وهذا تحول اساسي ستكون له مديات وانعكاسات في مستقبل العلاقة  بين الطرفين .
لقد تلاشى تأثير ما يسمى ( الطشة او الفرشه ) وهو توزيع ٢٥ الف دينار على كل صحفي يحضر  مؤتمرا صحفيا  لمسؤول او نائب او حزب.  
 وفي الحقيقة. ظاهرة الفرشه او الطشه موجودة منذ عقود .  ويؤرخ استاذنا يونس الشكرچي الى فترة الخمسينيات ويقول:
 في مقهى حسن عجمي في شارع الرشيد كان ( وقبيل انتخابات البرلمان ومجلس الاعيان ) ياتي الساسة واعضاء البرلمان وشيوخ العشائر الاقطاعيون ليقدموا الرشى للصحفيين اللذين يترددون على المقهى المقابلة لزقاق الحيدر خانة حيث كانت تتمركز مقار الصحف والمجلات في ءلك الوقت .  ولكن مع اتساع دور الاحزاب اليسارية والقومية .. لم يعد اولئك الصحافيين المرتشين يترددون على مقهى حسن عجمي و انتقلوا لشرب الشاي والارگيلة في مقهى البرلمان الكائن في منطقة المربعة .
 اما جيلنا فقد واجه لونا اخر في مطلع عقد الثمانينيات، فقد هيمن البعثيون على مقهى حسن عجمي باستثناء طاولة كان يتحلق حولها ادباء من انصار مالك المطلبي وخضير عبد الامير وهما دهاقنة كل من حميد سعيد وسامي مهدي ..
اما نحن المعارضين فكنا نلجأ الى مقهى صغير في ساحة الميدان في زقاق يقع خلف ادارة توزيع الكهرباء وكان صاحب المقهى ترده مجلات عربية وآخر اشعار احمد مطر وأشرطة مظفر النواب، ولما انكشف امرنا .. . انتقلنا الى مقهى ام كلثوم  لنبعد عنا  تهمة حزب الدعوة.
 

 

*كاتب ومحلل سياسي عراقي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى