كتاب وآراء

أي شتاء ينتظر السوريين بعد قرصنة المساعدات النفطية القادمة من ايران؟

نفط السوريين في جبل طارق .. أيُّ شتاءٍ ينتظرهم!؟

دمشق ـ كامل صقر: ليس في سورية الآن أزمة وقود، كل أنواع الطاقة متوفرة دون أية طوابير بشرية تنتظر الحصول على الغاز أو المازوت أو البينزين. حتى الكهرباء متوفرة دون انقطاع في معظم مدن وبلدات سورية. وهكذا تبدو الحكومة السورية مرتاحة من ضغط توفير الطاقة للسوريين الذين تابعوا بالحد الأدنى من الغضب نبأ احتجاز السلطات في جبل طارق سفينة كانت تنقل النفط لهم. ولكن ماذا لو حصل هذا الاحتجاز في عزّ أزمة البينزين التي ضربت البلاد في أبريل نيسان الماضي وكيف سيكون الشتاء السوري إذا تشدد المحاصِرون في حصارهم.
عملية القرصنة البحرية هذه، وبتلك الطريقة العلنية والغليظة تُعطي الحكومة السورية صك براءة أمام السوريين لجهة عدم مسؤوليتها عن نقص موادّ الطاقة عندما حصل سابقاً وسيحصل ربما لاحقاً إذا استمر الإطباق البحري بهذا الشكل، هذه القرصنة تُعفي الحكومة السورية من أية اتهامات بالتقصير لكونه دليلاً قطعياً على أن أزمة الوقود التي تمر بها سورية بشكل متقطع سببها الحصار والعقوبات. مع التنويه إلى أن واشنطن اعتبرت على لسان مستشار الأمن القومي جون بولتون احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق “نبأ ممتازاً”.
ورغم أن النفط الذي تحمله الناقلة غريس1 كان متجهاً إلى الشواطئ السورية، لم تعلق الحكومة السورية ولا وزارة النفط ولا الدبلوماسية السورية على الحادثة، فقط إيران صاحبة النفط المصادَر هي التي انتقدت بشدة احتجاز قوة بحرية بريطانية للناقلة العملاقة وعلى متنها أكثر من 300 ألف طن من النفط وهي كمية جيدة جداً لبلد مثل سورية فيما لو تم العبور بنجاح نحو ميناء بانياس السوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى