كتاب وآراء

مجلس الأمن التركي يطلق يد السلطان.. فكيف نرى مستقبل الوضع في شمالي سوريا والعراق؟

مجلس الأمن التركي يطلق يد السلطان.. فكيف نرى مستقبل الوضع في شمالي سوريا والعراق؟ وهل تتزايد فرص الصدام الإقليمي أم الحسم؟
29/3/2018
وفيق السامرائي


صوت الشعب: القضاء العراقي استحق بجدارة الإشادة الدولية الرائعة بكفاءته وعدله مميزا عن غيره إقليميا، وهذا جاء بفضل فلسفة القيادة للمحكمة الاتحادية وتأثيرها، وشجاعة وعدل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان نصير الأحرار، وما يقوم به القاضي العادل المنصف الشجاع ماجد الأعرجي الذي يرأس ويشرف على أهم مجمعات القانون ومحاكمه.
لم يكن تحصين القضاء هينا فتحية لهم ولكل فرسان القضاء المخلصين.
…….
واضح أن تركيا انتقلت من مرحلة الدفاع المستكن (السلبي) والتدخلات الخفية غير المباشرة إلى نظرية الدفاع التعرضي الفعال وفقا للقول المشاع (الهجوم أفضل أشكال الدفاع). وبذلك عادت مرحلة انزالها البحري في قبرص وسط السبعينات التي شطرت الجزيرة الى شطرين. ودعونا نقر بأن إردوغان يتصرف (كزعيم)، وليس مسؤولا كارتونيا.
لاشك في أن هنالك تهديدا جديا يعرض كيان الدولة التركية للخطر، وقد ارتكب الأميركيون خطأ كبيرا في عدم مراعاتهم للهاجس التركي، واللعب على النغم الكردي يثير ردود أفعال إقليمية تقود الى تصادم مدمر.
أردوغان وبتأييد المتواري المهزوم وبسكوت بغداد في حينه ارتكب خطأ بنقل مسلحي حزب العمال الكردستاني إلى شمال العراق فأتيحت لهم فرصة ذهبية لإعادة التنظيم والتسليح والتجهيز والتدريب والتخطيط بكل المجالات والمناورة على جبهة 1000 كيلومتر وعمق المئات، ومع تشابك المصالح وتضاربها ازداد الموقف تعقيدا.
لكن النقلة الاستراتيجية الجديدة بدأت بتغيير المعادلات، خصوصا بعد توفر قوات قتال الإنابة من وحدات (الجيش السوري الحر) التي اعطت 302 قتيل في عمليات غصن الزيتون في سوريا. وهؤلاء مستعدون للعمل شرق الفرات نزولا الى دير الزور لكنها لن تكون نزهة ربيع.
أما في شمال العراق فالفجوة كبيرة بين قوات السليمانية وإدارتها من جانب وتركيا من جانب آخر، ولم تبق إلا ميليشيا المتواري المشحونة بطعم هزيمة 16 أكتوبر 2017. وقد يجد المتواري فرصة الانخراط في المشروع التركي حبل نجاة له من خزي الهزيمة، لكن (وهي) كبيرة أن انتفاضة الكادحين الشعبية الكردية تتسع بقوة للرد على (أنفال التجويع) لسلطة المتواري وسياساته المدمرة.
وسيتلقف متآمروا الصحراء الجدد المتغيرات وفق نظريات إثارة الاضطرابات خارج مناطقهم.
على العراق أن يكون قويا ومحاولة التنسيق والتفاهم مع تركيا، ودعم جماهير الكادحين الكرد المسحوقة بقرارات حازمة.

كاتب ومحلل سياسي استراتيجي من العراق
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى